fbpx

أفضل برامج ERP: هل تشتري نظامًا يناسبك فعلًا؟ أم مجرد علامة تجارية معروفة؟

6 دقائق للقراءة
أفضل برامج ERP: هل تشتري نظامًا يناسبك فعلًا؟ أم مجرد علامة تجارية معروفة؟

عندما تقرر البحث عن برنامج ERP مناسب لشركتك، غالبًا ما تكون الخيارات الأولى هي البرامج الأكثر شهرة مثل SAP أو Oracle. ولكن السؤال الذي ربما يغيب عن ذهنك: هل هذه الأنظمة الشهيرة تمثل أفضل برامج ERP لشركتك فعلا؟

تمامًا كما لا يُعد الدواء الأشهر بالضرورة هو الأنسب لكل مريض، قد لا تكون البرامج الأشهر هي الخيار الأفضل لكل شركة.

فالعبرة ليست باسم المنتج، بل بمدى ملاءمته للحالة، وطريقة تفاعله مع احتياجاتها الفعلية.

دعنا نكتشف في السطور القادمة ما إذا كانت البرامج الشهيرة أو الأعلى تكلفة في السوق هي أفضل برامج ERP فعليا؟ أم أن هناك حلولًا أخرى قد تكون أكثر ملاءمة لاحتياجاتك.

لماذا تُفضل الشركات برامج ERP الشهيرة مثل SAP وOracle؟

رغم اختلاف طبيعة الأعمال من شركة لأخرى، يتجه كثير من أصحاب الشركات مباشرة لاختيار البرامج الأكثر شهرة في السوق، خاصة تلك التي تحمل أسماء عالمية مثل SAP وOracle.

لكن هذا الاختيار لا يكون دائمًا مبنيًا على تحليل دقيق للاحتياجات، بل تلعب عوامل أخرى دورًا كبيرًا في اتخاذ القرار.

شهرة العلامة التجارية وتأثيرها النفسي

غالبًا ما تحقق هذه البرامج انتشارها ليس فقط بفضل إمكانياتها، بل نتيجة سنوات من الترويج والوجود في كبرى المؤسسات حول العالم. هذا الوجود يدفع بعض الشركات لاختيارها دون دراسة حقيقية ظنًا بأنها الخيار الأكثر ملاءمة.

وفي كثير من الأحيان، لا يستند قرار الشراء إلى مدى ملاءمة البرنامج لطبيعة العمل، بل إلى فكرة أن “البرنامج تستخدمه الشركات الكبرى”، أو “إذا كان مناسبًا لهم فسيكون مناسبًا لنا أيضًا”.

بل إن بعض الشركات تختار التعامل مع البرامج الشهيرة بهدف تعزيز صورتها أمام العملاء أو الشركاء، على أمل أن ارتباطها ببرنامج معروف يمنحها ثقلًا ومصداقية أكبر في السوق.

قد يشبه هذا قرار من يشتري سيارة فاخرة بهدف الوجاهة الاجتماعية؛ فهو يسعى لتقديم صورة معينة، ولكن صاحب السيارة هنا يظل محتفظًا بأصل يمكن إعادة بيعه لاحقًا واسترداد جزء من قيمته.

أما في حالة اختيار برنامج ERP غير مناسب، فأنت لا تشتري منتجًا ملموسًا يمكن استبداله أو بيعه فيما بعد، بل تدخل في نظام متكامل يصعب الانفصال عنه دون تكاليف تشغيلية، وفنية، ونفسية كبيرة، وغالبًا ما تكون هذه الخسارة غير قابلة للتعويض.

الميزات العديدة مقابل احتياجاتك الحقيقية

SAP وOracle وغيرهما من الأنظمة الشهيرة تُقدم مئات الخصائص والتقنيات المختلفة، لكنها غالبًا ما تأتي بتكاليف تطبيق مرتفعة، سواء من حيث الوقت أو الموارد الفنية والبشرية اللازمة لبدء الاستخدام الفعلي.

المشكلة أن هذه الميزات، رغم قوتها وتعددها، ليست بالضرورة تحل مشكلات شركتك الفعلية أو تتماشى مع طريقة عملك اليومية، فتجد نفسك أمام برنامج يحتوي على كل ما يمكن تخيله، لكنه لا يخدمك بالشكل الذي تحتاجه.

وفي المقابل، تتحمّل تكلفة أعلى، ووقت تطبيق أطول، وجهد أكبر في التدريب والتأقلم، وكل هذا من أجل خصائص قد لا تستخدمها من الأساس.

مشكلة التخصيص: عندما لا تتطابق وعود المبيعات مع الواقع

أحد أكثر الجوانب جذبًا في البرامج المشهورة هو أنها “قابلة للتخصيص” بالكامل. هذا الوعد يبدو مغريًا، لأنه يمنحك شعورًا بأن كل ما تحتاجه يمكن تنفيذه بدقة.

لكن في الواقع، التخصيص ليس مجرد خطوة تقنية، بل هو عملية طويلة ومعقدة تتطلب وقتًا، ومهارات خاصة، وفهمًا دقيقًا لنشاطك، وهو ما لا يحدث دائمًا.

فالخبير الذي ينفذ النظام قد يكون متخصصًا في الـ ERP، لكنه ليس خبيرًا في مجال عملك. وبالتالي، قد تُنفذ التعديلات المطلوبة بشكل تقني سليم، لكنها لا تعكس طريقة التشغيل الفعلية في شركتك.

على سبيل المثال، في إحدى شركات الاستيراد، تم تنفيذ تخصيص لتوزيع تكلفة الشحن والرسوم الجمركية على الأصناف المستوردة.

النظام كان يُوزّع التكلفة تلقائيًا إما بالتساوي أو بناءً على الوزن النسبي، وهو ما يبدو منطقيًا من الناحية الحسابية.

لكن في أثناء تسجيل عملية الشراء، اكتشف فريق قسم المشتريات أن بعض الأصناف تحملت تكاليف إضافية لم تكن محسوبة ضمن هذا التوزيع المبدئي، واحتاج الأمر إلى تعديل يدوي للتكلفة لكل صنف بناءً على حالته.

هنا بدأ التعقيد: التخصيص لم يكن مرنًا بما يكفي، ولم يسمح بالتعديل بسهولة وقت التنفيذ.

النظام “يعمل”، لكنه لم يتعامل مع المتغيرات الواقعية في لحظة التنفيذ، وهو ما يتكرر كثيرًا: تخصيص سليم من الناحية التقنية، لكنه غير مناسب لطبيعة التشغيل الفعلية.

اقرأ أيضا: التحديات الخفية وراء بناء برنامج مخصص: ما لا يخبرك به المبرمج.

مخاطر الفشل وإعادة التنفيذ (Re-implementation)

دائرة الفشل في الأنظمة الشهيرة

أسوأ ما قد تواجهه الشركات بعد استثمار كبير في ما يُعتقد أنه من أفضل برامج ERP هو الفشل في تطبيقه بشكل فعّال، ولا يعني الفشل أن النظام لا يعمل، بل أن الشركة لا تستفيد منه بالشكل المطلوب، أو أن الفريق غير قادر على التكيف معه.

وفي كثير من الحالات، يتحول النظام إلى مجرد “دفتر إلكتروني” يتم تسجيل البيانات فيه في نهاية اليوم دون أي تزامن فعلي مع أوامر البيع أو الشراء أو المخزون.

يُستخدم فقط كخطوة شكلية، لا تؤثر في سير العمل، ولا تضيف قيمة حقيقية للقرارات أو العمليات.

ومع مرور الوقت، تدخل الشركات في مرحلة من التردد:

هل نكمل ونحاول إصلاح النظام؟ أم نبدأ من جديد؟

هذا التردد يتحول إلى دائرة مغلقة، حيث يشعر صاحب القرار بأنه قد دفع كثيرًا ولا يمكنه التراجع الآن، فيقرر الاستمرار، على أمل أن يتحسن الوضع لاحقًا.

وهنا يتعامل صاحب القرار بعقلية المقامر؛ يستمر في ضخ المزيد من المال، ليس لأن النظام ينجح، بل لأنه يحاول تعويض ما خسره سابقًا، ومع كل محاولة جديدة، تزداد الخسائر بدلًا من أن تُحل المشكلة.

سنوات من المحاولات، تعديلات متكررة، تدريب جديد للفريق، دون نتائج ملموسة.

وكأن النظام أصبح كسيارة عالقة في الرمال، كلما ضغطت على البنزين، ازداد الغرز، ومع ذلك لا خيار أمامك سوى الاستمرار في المحاولة.

هذه كلها علامات واضحة على فشل النظام، لكنها لا تظهر فجأة، بل تتراكم بصمت حتى تصبح تكلفة التراجع عنها أعلى من تكلفة البدء الصحيح.

كيف تختار أفضل نظام ERP لشركتك؟

كيف تختار أفضل نظام ERP لشركتك؟

اختيار نظام ERP لا يعني التنازل عن احتياجاتك، ولا يعتمد فقط على اسم البرنامج أو مدى شهرته.

البرنامج الأفضل هو الذي يحقق نتائج واضحة، ويخدم احتياجاتك اليومية بمرونة وفعالية، ولأن السوق مليء بالخيارات، فإن اتخاذ القرار الصحيح يبدأ بفهم واضح لما تحتاجه فعليًا، والبحث عن برنامج تتوفر فيه هذه الصفات:

فهم الاحتياجات وسرعة التطبيق

قبل اختيار أي نظام ERP، تأكد أولًا من وضوح العمليات الأساسية داخل شركتك.كلما فهمت احتياجاتك بوضوح، أصبح من الأسهل العثور على نظام يخدمك فعليًا دون تحميلك بمزايا غير ضرورية.

النظام الجيد لا يتطلب تخصيصات مطوّلة أو تجهيزات معقدة، بل يُمكن تشغيله بعد خطوات بسيطة، ويأتي مدعومًا بخطة تدريب واضحة، تساعد فريقك على استخدامه من اليوم الأول دون تعطيل سير العمل.

ملاءمة النظام لنشاط شركتك

اختر نظامًا أثبت نجاحه في نشاطك أو مجال مشابه، فوجود تجربة ناجحة في نفس نشاطك هو مؤشر قوي على ملاءمته.

وتذكر .. أنت لست وحدك في هذا المجال، فهناك الكثير من الشركات التي تشبهك في طبيعة العمل والتحديات اليومية، واختيار برنامج أثبت نجاحه في هذا السياق يمنحك ثقة أكبر في التطبيق.

ولا تنسَ التحقق من توافق النظام مع طبيعة عمل الفريق، شكل الواجهة، سهولة الوصول للبيانات، وطريقة تنفيذ العمليات… كل هذه عوامل تؤثر على استخدام النظام فعليًا، وتحدد إن كان أداة فعالة أم عبئًا يوميًا.

تحديثات مستمرة ودعم فني سريع

أفضل الأنظمة هي تلك التي تتطور باستمرار دون الحاجة إلى طلب ذلك.

البرامج التي تحصل على تحديثات دورية تلقائية تضمن لك استخدام النسخة الأحدث دائمًا، بدون تكلفة إضافية أو توقف في العمل.

أما الدعم الفني، فيجب أن يكون متاحًا وسهل الوصول، ويُقدَّم كجزء من الخدمة دون تعقيدات أو شروط خاصة.

تكلفة واضحة بدون مفاجآت

الشفافية في التسعير جزء أساسي من نجاح أي نظام ERP، فبدلًا من الدخول في مفاوضات طويلة وتكاليف غير متوقعة مع كل تعديل، اختر برنامجًا يمنحك تسعيرًا واضحًا من البداية، سواء بنظام الاشتراك أو الدفع السنوي، دون رسوم إضافية غير متوقعة عند التعديل أو التطوير.

مما يتيح لك التخطيط المالي بثقة، ويمنع أي مفاجآت غير محسوبة أثناء الاستخدام، وهذه الشفافية تُميز العديد من أفضل برامج ERP التي تراعي احتياجات الشركات المتوسطة والصغيرة.

والأهم من ذلك، أن يكون لديك القدرة على التراجع إذا شعرت أن النظام لا يخدمك كما توقعت.

اختر برنامجًا يمكنك تركه بسهولة، دون أن تكون قد تحملت تكاليف تشغيلية كبيرة، أو ارتبطت بمنظومة يصعب الانفصال عنها، أو استثمرت وقتًا وموارد يصعب تعويضها؛ لأن القرار الذكي لا يكتمل إلا إذا احتفظت بإمكانية التراجع عنه وقت الحاجة.

اقرأ أيضا: تكلفة نظام ERP: تكاليف مخفية لا بد من معرفتها قبل اقتناء تلك الأنظمة.

الخلاصة

في عالم إدارة الأعمال، يعتقد الكثير من أصحاب الشركات أن النجاح مضمون عند اختيار برنامج ERP شهير ومعروف. ولكن الحقيقة مختلفة قليلًا، فتلك البرامج لا تُناسب الجميع دائمًا، وقد تتحول من وسيلة دعم إلى عبء يُبطئ من تقدم شركتك، إذا لم تكن مناسبة لطبيعة عملك.

مقالات ذات صلة

4 دقائق للقراءة

أبرز مميزات شوبيفاي وكيف يساعدك “إدارة” في نجاح متجرك الإلكتروني

يلجأ أصحاب الشركات والأعمال إلى الحلول التكنولوجية وعلى رأسها منصات التجارة الإلكترونية، لتساعدهم خطوة بخطوة على التواجد وبقوة في السوق ووسط العديد من المنافسين، ومن أشهر تلك المنصات هي منصة…

4 دقائق للقراءة

3 فوائد في “إدارة” تُساعد في تشغيل الأعمال عن بعد

أحسب أن الجميع أصبح مُدركًا الآن لضرورة توفير حلول سهلة وبسيطة لتشغيل الأعمال عن بعد، ولإدارة عمليات مثل: البيع والشراء والاستيراد من أي مكان. فبعد أقل من شهرين من انتشار…

4 دقائق للقراءة

معضلة الأفكار .. كيف تُولد أفكار الشركات الناشئة ؟

هل يصادفك أحيانًا شعور كم أنت غبى يا هذا!! مخاطبًا نفسك؟ التقط دائمًا بعيني كيف تكون حياة المبدعين، في السينما دائمًا ما يصورون على جزر المالديف يتنفسون هواء البحر المنعش،…