تجربة “عمام جروب” مع “إدارة”: إدارة التفاصيل في سوق الإطارات
3 دقائق للقراءة
لم يكن التحدي في بعض الأنشطة مرتبطًا بعدد الأصناف أو تنوّعها، بقدر ما كان مرتبطًا بدقّة التفاصيل المصاحبة لكل صنف.
في سوق إطارات السيارات، لا يُقيَّم المنتج بوصفه إطارًا فقط، بل وفق تاريخ إنتاجه، ومواصفاته الفنية، ومدى توافقه مع احتياج العميل. وهنا تصبح المعلومة الدقيقة عنصرًا أساسيًا في بناء الثقة، ويغدو الوصول إليها في اللحظة المناسبة جزءًا لا يتجزأ من قرار البيع.
هذا الواقع اليومي كان حاضرًا في تجربة “عمام جروب”، شركة تعمل في سوق لا يحتمل الخطأ في التفاصيل، ولا يقبل بالمعلومة الناقصة أو المتأخرة.
ومن هنا تبدأ القصة، قصة البحث عن نظام لا يكتفي بإدارة الأصناف، بل يضع الدقة في قلب التشغيل منذ اللحظة الأولى.
“عمام جروب“: نشاط يقوم على التفاصيل قبل أي شيء
تعمل “عمام جروب” في سوق يعتمد على الدقة بوصفها عنصرًا أساسيًا في العمل، من خلال تقديم مجموعة متنوعة من إطارات السيارات، والبطاريات، والزيوت، وإكسسوارات السيارات. وهو نشاط يتطلب فهمًا واضحًا لطبيعة المنتج، وقدرة على التعامل مع تفاصيله الفنية أثناء عملية البيع.
ومع شبكة تضم ستة فروع حاليًا، تتعامل الشركة يوميًا مع أصناف تختلف في المواصفات وتواريخ الإنتاج، ما يجعل المعلومة الدقيقة جزءًا مهمًا من تجربة البيع والخدمة، وليس مجرد تفصيل إضافي.
وخلال مراحل التشغيل السابقة، كانت الأدوات المتاحة تؤدي دورها في إدارة العمليات الأساسية، إلا أن طبيعة النشاط نفسها فرضت الحاجة إلى مستوى أعلى من الوضوح في عرض تفاصيل المنتج، خاصة ما يتعلق بتاريخ الإنتاج وأرقام التشغيلة.
ومن هنا بدأ التفكير في نظام يقدّم هذه التفاصيل بشكل أوضح، ويجعلها جزءًا طبيعيًا من سير العمل اليومي داخل الفروع.
حين يؤثّر تاريخ الإنتاج في قرار البيع
في سوق الإطارات، لا يحدّد الصنف وحده قرار البيع، بل تاريخ إنتاجه. فالتشغيلة الأقدم تكون عادةً أقل سعرًا، ما يجعلها فرصة يجب استغلالها بسرعة، لا تركها تتراكم داخل المخزون.
في لحظة البيع، يحتاج مسؤول المبيعات إلى رؤية واضحة للتشغيلات المتاحة، وتاريخ إنتاج كل منها، والفارق السعري الذي يوجّه قرار البيع.
ومع تعدد المواصفات وتنوّع تواريخ الإنتاج، أصبح رقم التشغيلة عنصرًا أساسيًا في بناء هذا القرار.
التحدي لم يكن في تسجيل البيانات، بل في عرضها بشكل مباشر يخدم البيع عبر الفروع.
كما لم يعد تحريك المخزون الأقدم مسؤولية فردية، بل قرارًا إداريًا يتطلب متابعة أداء مسؤولي البيع، وربط الحوافز بقدرتهم على تسويق التشغيلات الأقدم إلى جانب الجديدة.
هنا جاء دور “إدارة”، ليعرض رقم التشغيلة مرتبطًا بالمواصفات الفنية داخل دورة البيع نفسها، فتحوّل رقم التشغيلة من مجرد تنظيم مخزني إلى أداة تسعير، وتحفيز، واتخاذ قرار.
تقرير أوامر الشغل المفصّل: قراءة أوضح للتفاصيل المتغيّرة
لم يعد تقرير أوامر الشغل في “إدارة” يكتفي بعرض الصنف فقط، بل أصبح يعكس التفاصيل الفعلية المرتبطة بكل عملية. فمن خلال ربط الصنف برقم التشغيلة، يعرض التقرير الخصائص المتغيّرة التي تميّز كل إطار بدقة.
بهذا الربط، أصبحت بيانات مثل المقاس، والنقشة، واللون، والخصائص الفنية جزءًا مباشرًا من أمر الشغل نفسه، ما أتاح للفريق رؤية واضحة لما تم بيعه أو تركيبه فعليًا، دون الحاجة إلى الرجوع لمصادر خارجية أو الاعتماد على التقدير الشخصي.
هذا المستوى من الوضوح حوّل التقرير من مجرد مستند تشغيلي إلى أداة فهم ومراجعة دقيقة، تساعد على التأكد من تطابق التنفيذ مع الاتفاق، في نشاط لا يحتمل الالتباس أو الخطأ في التفاصيل.
تشغيل أكثر وضوحًا عبر الفروع
مع توحيد طريقة عرض الإطارات داخل “إدارة”، أصبحت جميع الفروع تتعامل مع الصنف بنفس الوضوح، مهما اختلفت تفاصيله. فالمواصفات الأساسية والخصائص الدقيقة، بما فيها رقم التشغيلة، باتت تظهر بشكل موحّد داخل النظام، دون اختلاف في التوصيف أو الاعتماد على اجتهاد كل فرع.
هذا التوحيد قلّل من الالتباس الناتج عن تشابه الأصناف، خاصة في المنتجات التي قد تتقارب في الشكل وتختلف في تفاصيل مؤثرة. كما سهّل العمل اليومي داخل الفروع، وساعد الفرق على الوصول إلى المعلومة الصحيحة بسرعة، دون مراجعات إضافية أو تأكيدات متكررة.
النتيجة كانت تشغيلًا أكثر انضباطًا، وتناسقًا أوضح بين الفروع في التعامل مع نفس المنتج، بما ينعكس مباشرة على جودة الخدمة المقدّمة للعميل.
في الختام: حين يخدم النظام طبيعة المنتج لا العكس
لم تكن “عمام جروب” تسعى إلى تغيير النظام لمجرّد التغيير، بل إلى مستوى أعلى من الدقة يتماشى مع طبيعة نشاط يقوم على التفاصيل.
ومع وضوح التشغيل عبر الفروع، تحوّلت المعلومة من خطوة تتطلب بحثًا ومراجعة، إلى عنصر متاح في لحظته، يخدم الموظف والعميل ضمن سير العمل اليومي دون تعقيد.
تُظهر هذه التجربة أن النظام الفعّال ليس هو الذي يفرض نموذجًا واحدًا على جميع الأنشطة، بل الذي يتكيّف مع طبيعة المنتج، ويمنح كل نشاط الأدوات التي تعكس تفاصيله الحقيقية. وهنا أصبحت الدقة في “عمام جروب” جزءًا من الخدمة نفسها، لا مرحلة منفصلة بعدها.
مقالات ذات صلة
بين صناعة المرح والتركيز على التوسعات | قصة نجاح “شاطئ الردسي” مع “إدارة”
شاطئ الردسي (Red Sea Beach) هو اسم لمجموعة من المراكز الترفيهية التابعة لشركة قوافل الكمال للتجارة، وتختص بخلق بيئات ترفيهية حركية مميزة للأطفال داخل الأسواق التجارية، للاستمتاع ببيئات آمنة تنمي…
“الحجاز” و”إدارة”: نظام واحد يربط الفروع والموردين والعملاء في دورة متكاملة
التوسّع لا يعني دائمًا النمو السلس، خاصة في سوق مثل سوق الكمبيوتر والإكسسوارات، لا يكفي النجاح في البيع وحده، بل في القدرة على إدارة التوسّع بكفاءة. فكل فرع جديد، ومورد…
نمو مدروس برؤية واضحة: قصة نجاح “رنا ستورز” مع “إدارة”
في سوق الموبايلات، قد تبدو التفاصيل بسيطة، لكنها تصنع فارقًا كبيرًا: فرع يبيع مباشرة، وعربة توزيع تتحرك كمخزن متنقل، وعميل يشتري بالجملة بينما آخر يشتري بالتجزئة. ومع كل هذه الحلقات،…