fbpx

التحديات الخفية وراء بناء برنامج مخصص: ما لا يخبرك به المبرمج

3 دقائق للقراءة
التحديات الخفية وراء بناء برنامج مخصص: ما لا يخبرك به المبرمج

تخيل أنك تبحث عن حذاء جديد، وبدلاً من الدخول إلى متجر لشراء حذاء جاهز يناسبك، تقرر زيارة صانع أحذية يصمم حذاءً مخصصًا لك فقط.

في البداية، قد يبدو هذا الخيار جذابًا، ظنًا منك أنك ستحصل على يناسبك تمامًا. لكن هل كل الخيارات المتاحة فشلت في أن تكون مناسبة لك؟ بالطبع لا!

وبإسقاط هذا المثال على البرامج المحاسبية، قد تتخيل أن بناء برنامج مخصص على يد مبرمج هو الحل المثالي، بدلًا من الاعتماد على حل جاهز، لكن هناك الكثير من التحديات التي تنتظرك عند اللجوء إلى هذا الخيار.

وفي هذا المقال، نوضح لك التحديات التي لا يخبرك بها المبرمج، وكيف تؤثر على سير عملك، وتتسبب في ظهور صعوبات غير متوقعة.

التحديات الخفية وراء بناء برنامج مخصص

عندما تختار تصميم برنامج مخصص لعملك، فإنك تدخل عالمًا من التعقيدات التي لا تكون واضحة بشكل كافٍ في البداية.

فعلى الرغم من أن البرنامج قد يبدو من بعيد كحل مثالي، إلا أن هناك عدة تحديات تجعل تجربة التصميم والتنفيذ أكثر تعقيدًا مما توقعت، ومن أبرزها نجد:

افتقار المبرمج إلى الخبرة في التجارة

اتخاذ قرار بناء برنامج محاسبي على يد مبرمج يعني الحاجة إلى برمجة نظام معقد لإدارة العمليات التجارية، مثل تتبع المخزون، وإدارة المبيعات، والعمليات المحاسبية، وما إلى ذلك، لكن هل المبرمج على دراية حقيقية بكل هذه التفاصيل؟

هذه ليست وظيفة المبرمج، فدوره هو كتابة الأكواد، وتطوير الحلول التقنية، لكن ليست لديه الخبرة الكافية سواء في التجارة أو المحاسبة، وبالتالي قد يصمم نظامًا لا يتماشى تمامًا مع احتياجاتك العملية، فتركيزه الأول يكون على الجوانب التقنية دون اعتبار التفاصيل الدقيقة التي تجعل من النظام أداة فعالة ومفيدة في سياق عملك.

هذا الافتقار إلى الخبرة يظهر أيضًا في تصميم واجهة وتجربة المستخدم. فعدم فهم المبرمج لكيفية تعامل الموظفين مع النظام يضطره إلى تنفيذ واجهات صعبة الاستخدام، مما يضع عبئًا إضافيًا على فريقك.

اقرأ أيضًا: ما تحتاج معرفته عن نظام تخطيط موارد المؤسسة ERP

التقييم غير الدقيق للخصائص المراد تنفيذها

عندما يتطلب الأمر تصميم برنامج مخصص، يأتي التقييم الصحيح للخصائص كأحد العناصر الأساسية لضمان نجاح النظام. لكن في كثير من الأحيان، يحدث خطأ كبير في هذا التقييم، مما يؤثر بشكل كبير على فعالية البرنامج وقدرته على تلبية احتياجات الشركة.

فإحدى المشكلات الشائعة هنا هي أن معيار رفض أو قبول إضافة خاصية معينة لا يرتكز على مدى فائدتها الفعلية أو جدواها للشركة، بل على عوامل أخرى مثل مقدار المال الذي سيدفعه العميل، أو مدى توافر الوقت لدى المبرمج لتنفيذها، وهذا ما يتسبب في اتخاذ قرارات غير مبنية على احتياجات العمل الحقيقية.

ففي بعض الأحيان، يتجاهل المبرمج خصائص حيوية لمجرد أنها تتطلب جهدًا ووقتًا إضافيًا منه. بدلاً من ذلك، فإنه قد يركز على إضافات تبدو سهلة التنفيذ أو مربحة بشكل فوري، حتى وإن كانت أقل قيمة من الناحية العملية.

وبالتالي، يؤدي هذا النهج إلى نظام غير متكامل، ويجد صناع القرار نفسهم في النهاية أمام نظام غير ملائم لمتطلباتهم الحقيقية، مما يعيق العمليات، ويقلل من كفاءة العمل.

الأمر الأكثر تعقيدًا هنا هو أن بعض الخصائص قد تكون غير متوافقة مع بعضها البعض. على سبيل المثال، إذا كان النظام يحتوي على ميزة لإدارة المبيعات والطلبات، ولكن لا يتكامل بشكل جيد مع إدارة المخازن، فقد تواجه صعوبة في التوازن بين الطلبات وتوافر المخزون، ورغم أن مبيعاتك يتم تسجيلها بشكل صحيح، لكن المعلومات حول المخزون غير دقيقة أو محدثة، مما يتسبب في نقص أو فائض في المخزون.

اقتراح حلول غير متماشية مع متطلبات الصناعة

تخيل أنك تدير متجر ملابس، وتقرر إدارة المخزون من خلال نظام محاسبي متكامل. بعد البحث، تختار برنامجًا مخصصًا يبدو واعدًا، ولكنه يعتمد على حلول غير مجربة.

في البداية، يبدو أن كل شيء على ما يرام، لكن سرعان ما تبدأ التحديات في الظهور! تكتشف أن النظام يفتقر إلى ميزة إنشاء الأصناف المجمعة بالمقاسات والألوان (Variants)، فتضطر إلى إدخال كل صنف على حدة، مما يكلفك المزيد من الوقت والجهد.

اقرأ أيضًا: لماذا تحتاج إلى نظام ERP إذا كنت تمتلك متجر ملابس إلكتروني؟

النتيجة النهائية: برنامج دون شخصية واضحة!

عندما تختار بناء برنامج مخصص، فمن المتوقع أن تحصل على حل مصمم خصيصًا لاحتياجاتك. ولكن، في الواقع، قد تجد أن البرنامج النهائي يفتقر إلى التماسك والشخصية التي كنت تأملها.

فالبرنامج المخصص غالبًا ما ينتهي به الأمر كمجموعة من الخصائص غير المتناغمة التي لا تعمل معًا بشكل سلس، وذلك بسبب التحديات التي تم ذكرها، مثل عدم فهم المبرمج للمتطلبات التجارية الحقيقية وعدم توافق الحلول مع المعايير، قد ينتهي البرنامج بواجهة معقدة وغير عملية، ومجموعة من الخصائص التي لا تدعم سوى جزء من احتياجات عملك، مما يجعله أقل فاعلية ويزيد من تعقيد العمليات.

في النهاية، يتضح أن البرنامج المخصص يصبح أداة تعرقل سير العمل، تستهلك وقتًا وموارد دون تقديم الفوائد المرجوة بدلاً من أن يكون حلاً مثالياً ومتكاملاً.

وبالتالي، يظل الحل الجاهز، الذي يتم تطويره وصيانته بانتظام وتحديثه بناءً على أحدث المعايير والمتطلبات الصناعية، خيارًا أكثر أمانًا وفعالية لمواكبة احتياجات عملك بكفاءة.

مقالات ذات صلة

9 دقائق للقراءة

مقارنة بين 4 من أفضل منصات التجارة الإلكترونية

أصبح عالم التجارة الإلكترونية هو الأكثر شهرة في وقتنا هذا، ويومًا بعد يوم يزداد في الانتشار، ويشمل هذا جميع المعاملات التجارية التي تتضمن تداول الخدمات والمنتجات عبر الإنترنت. إذا كنت…

5 دقائق للقراءة

الخاسرون السعداء .. هل البائعون مزعجون بالفطرة؟!

أتذكُر عند خروجك من المترو، فيتلقاك صاحب التوكتوك كما الفريسة التي تمت محاصرتها "توكتوك يا أبلة .. توكتوك يا أستاذ" وعدد المحاولات اللامتناهية لتقنع أحد البائعين أنك ببساطة شديدة؛ …

5 دقائق للقراءة

أهم 9 مميزات لبرامج الـ ERP في إدارة الحسابات المالية

مع تطور التكنولوجيا، وتسارع عجلة الأعمال، تحتاج الشركات الصغيرة، والمتوسطة إلى برامج تخطيط موارد المؤسسات ERP، لتوفير الوقت، والمال، ومعالجة الأخطاء البشرية، فموخرًا أصبحت تلك البرامج بمثابة مساعد شخصي لأغلب…