fbpx

الجودة أم الكم والسرعة في صناعة المحتوى؟ أيهم يستحق العناء؟

4 دقائق للقراءة
الجودة أم الكم والسرعة في صناعة المحتوى؟ أيهم يستحق العناء؟

“كتابة المحتوى”

في مدرسة ابتدائية يُنهي المعلم حصته ويُملي على طلابه الواجب المنزلي “عليكم كتابة درس اليوم ١٠ مرات في دفتر الواجب” ينصرف الطلاب وفي أذهانهم سؤال محير، ما الفائدة من كتابة نفس الدرس ١٠ مرات؟ ما هي جدوى التكرار؟ وما الذي سنتعلمه من ذلك؟!

ربما إقناع مثل هؤلاء الطلاب بإجابات هذه الاسئلة أمر ليس بالسهل ولكن الواقع أن هذا التكرار مفيد لهم أكثر مما تتصوره عقولهم.

كتابة المحتوى، الكمية أم الجودة!الكمية > الجودة في كتابة المحتوى

في كل مرة أبدأ فيها بالكتابة أتسائل هل يجب أن أقضي وقتاً أطول في تجويد المقال ومراعاة الجودة أم أن المهم هو كتابة كل أفكاري -حتى لو لم أستطيع التعبير عنها بشكل جيد- وتأجيل التجويد أو إعادة الصياغة أو حتى إعادة الكتابة؟ أشعر أن هذا السؤال شبيه بسؤال الدجاجة أولاً أم البيضة؟

والحقيقة أنه لا إجابة صحيحة لهذا السؤال نوعاً ما.

لنفترض أنك تكتب بغرض تجاري ومسؤول عن إنشاء محتوى لشركتك. سيكون عليك الإجابة على سؤال: كم ستبذل من الوقت والجهد والمال لكتابة مقال واحد؟ وإن كان عليك كتابة مقال مؤلف من 1000 كلمة، ويمكنك تخصيص ثلاث ساعات من وقتك أو يوم عمل كامل لإتمامه، فأيهما تختار؟

إذا ركزت على الكمية، فسوف تكتب لبضع ساعات، وتقرر النشر مباشرة بعد الكتابة، ومن ثم المتابعة. يمكنك كتابة ثلاث مقالات يومياً في ٩ ساعات إذا أردت ذلك، أو القيام بشيء آخر.

لكن ما يمنعك من فعل ذلك هو اعتقاد داخلي يقول “إذا كنت أعمل على مقال واحد لمدة ۹ ساعات بدلاً من ۳ ساعات، فسيكون المقال أفضل بكثير وسيحبه الناس. وبالتالي يجب التركيز على الجودة”.

ولكن هناك مشكلة في هذا الاعتقاد وهو ببساطة “أن الجودة أمرٌ نسبيٌّ تماماً مثل الجمال”

فبكل تأكيد إن قضاء وقت أكبر لن يجعل المقال أجود في عين القراء، وهناك حقيقة واحدة ثابتة، وهي أنك ستستغرق المزيد من الوقت قبل أن تنتهي منه.

  • قد تقضي ساعات في البحث عن الإحصائيات وإنشاء الرسوم البيانية وفي النهاية تجد أن جميع قرائك يريدون معرفة رأيك فقط.
  • قد تستثمر ساعات في إنشاء أفضل الرسوم المتحركة لمدونة الفيديو الخاصة بك لتجد في النهاية أن المشاهدين لا يحبونها حتى.
  • يمكنك تسجيل البودكاست الخاص بك عشرات المرات لجعله “مثالياً” وفي النهاية تجد أن جمهورك لا يهتم عندما تتلعثم.

وفي الوقت ذاته، إذا اخترت الكمية مقابل الجودة فستنشئ ثلاث مقالات بالفعل في اليوم الواحد. وبالتالي ستتعلم وتنفذ وتستجيب لمتطلبات السوق وتعرف ما يعجب جمهورك وما يكرهه وتمضي قدماً.

السرعة مهمة جداً في كتابة المحتوى

السرعة مهمة جدا

وفي الوقت نفسه، ماذا تفعل عندما يكون عليك الاختيار بين كتابة ثلاث مقالات من ١٠٠٠ كلمة ومقال واحد من ٣٠٠٠ كلمة. في هذه الحالة 1٠٠٠ كلمة مقابل ٣٠٠٠ كلمة. أيهما الأفضل؟

وللإجابة فإننا هنا لا نتكلم عن التفصيل مقابل الاختصار، ولكننا نتكلم عن إضاعة الوقت في كتابة مقال مفصل مقابل السرعة. فبطبيعة الحال لا يمكن للكاتب معرفة ما يُعجب القارئ حقاً إلا عندما ينشر ما كَتَبَه، وغالباً ما تكون أكثر مقالة أحبها الكاتب لم تلقى قبولاً لدى القارئ. يحدث هذا مع كل الكُتاب تقريباً. فإذا كان عليك الاستغناء أو إلقاء مقالة ما في سلة المهملات فإنك لا تحب أبداً أن تكون تلك المقالة ذات الــ ٣٠٠٠ كلمة!

لذا فإنشاء مقال أقصر أفضل من إنشاء مقال أطول وأكثر تفصيلاً.
أنت بذلك تمنح نفسك المزيد من الفرص لمعرفة المحتوى الفائز، ولديك المزيد من المعلومات لمعرفة ما يحبه القراء.

وعندما تجد أن المقالات حول موضوع معين تحقق نجاح لدى جمهورك فإن ذلك يمنحك دافع أكبر للكتابة المطولة في الموضوع ذاته.

وبالتالي فإن المقالات القصيرة التي تضرب السوق بشكل أسرع تبقيك في ذهن جمهورك وتمنحك فرصة أكبر لفهمه وتوجيه محتوى ذا صلة في كثير من الأحيان.

الجودة في كتابة المحتوى نسبية لكنها ضرورية!

يبدو أنني انحزت إلى الكَم مقابل الجودة في هذا المقال. ولكن هناك حد أدنى من الجودة لا يمكن تحقيق أي نتائج بدونه. فلا أحد يتوقع كتابة كلمات في قصاصات من الورق غير مترابطة ويتوقع أن يحصل على كتاب له عنوان واحد في النهاية!

مقالاتك مثل الشركة الصغيرة التي تسعى لتقديم منتج جديد في السوق، فمن غير المعقول أن يكون أول نموذج لمنتج جديد لديها جيد من جميع النواحي وحاصل على جميع الشهادات الدولية، ولكن يجب أن يكون أول نموذج من المنتج لديه الحد الأدنى مما يمكن أن يطلق عليه منتج، وجيد بما يحقق أي نفع حتى لو بسيط للمستهلك مع إمكانية تطويره في المستقبل.في النهاية وعودة لما سيتعلمه الطلاب من كتابة الدرس عشرة مرات في دفتر الواجب في رأيي هو:

  • الصبر: فكتابة نفس المحتوى عشرة مرات يحتاج لقدر كبير من الصبر.
  • الاستمرار: فليس أمام التلميذ سوى ساعات محدودة عليه خلالها كتابة المحتوى نفسه عدة مرات وبالتالي يجب أن يستمر حتى ينتهي.
  • التعلم عن طريق التكرار: بكل تأكيد إذا كنت لا تفهم موضوع ما، فالتكرار سيساعدك على الفهم بشكل افضل.

وهذا ما يريده المعلم من تلاميذه أن يتعلموه في بداية حياتهم، والدرس المستفاد هنا في كتابة المحتوى أن تجويد المحتوي يجب أن يحدث ولكن ليس في البداية.

ملاحظة: استغرق كتابة هذا المحتوى يوماً كاملاً في محاولة مني لتجويده 🙂

السرعة مطلوبة في أغلب المجالات .. أيضاً في مدونة إدارة: لماذ تتفوق السرعة على الجودة في خدمة العملاء

 

 

مقالات ذات صلة

3 دقائق للقراءة

مميزات الربط التكاملي بين “إدارة” ومنصة سلة للتجارة الإلكترونية

تتطلب إدارة المتاجر الإلكترونية كثيرًا من الوقت والجهد، ومع النمو والتوسع يزداد احتياج أصحاب تلك المتاجر إلى عوامل إدارية مساعدة تساهم في تنظيم العمليات المختلفة، والمحافظة على النمو وزيادته، فماذا…

5 دقائق للقراءة

أشهر ٦ منصات لـ التجارة الإلكترونية في الوطن العربي

استدعى التطور المستمر في عالم الأعمال تطورًا هائلًا في الأدوات التي تخدم هذه الأعمال؛ ومن الأدوات التي أتاحت مساحة ضخمة لإنشاء الأعمال وتطورها هي منصات التجارة الإلكترونية التي تسمح باستضافة…

8 دقائق للقراءة

9 فوائد ذكاء الأعمال business intelligence في 2024

بين الماضي والحاضر الذي نعيشه سيطرت التكنولوجيا على تعاملاتنا البشرية فأصبح من الضروري على الإنسان مواكبة التطور الحادث، ومن الأمور التي شهدت تطورًا كبيرًا هو عالم البيانات. قديمًا كانت الأعمال…