fbpx

أسطورة البحث عن الشغف .. كيف تعمل عندما تفقد الشغف؟

4 دقائق للقراءة
أسطورة البحث عن الشغف .. كيف تعمل عندما تفقد الشغف؟

يبدو أننا نمتلك نفورًا طبيعيًا من الجهد الدؤوب الذي لا يصلح معه أي قدرمن الكافيين، أو الملصقات الملهمة، الدفع بنفسك للعمل عندما تفتقد أي طاقة، من أهم القضايا التي تؤثر بشكل مباشر على إنتاجيتك في العمل، أقبح ما في الأمر هو حالة الذعر التي تتملكنا -حتى عندما نُكلف بمهمة بسيطة- ذلك الشعور الذى يُخيِِل إليك مهمتك بالجزيرة البعيدة النائية وتبدأ على الفور في الإفراط من الأفكار الداخلية السلبية التي تبدأ من الشعور بالفشل وقد تصل إلى حدود الاكتئاب.

تصف الكاتبة تيريز بورشار عملها فترة الاكتئاب فتقول: كان صعبًا للغاية الخروج من السرير صباحًا، ناهيك عن أن تأخذ نظرة في الصحيفة، أو تشارك بمدونة، أو لا قدر الله تحضر لعرض تقديمي، كنت أتساءل لماذا كل هذا الانزعاج من وضع كلتا قدماي على الأرض؟ في نهاية المطاف لم أنجز شيئا سوى التحديق في الكمبيوتر لمدة ثماني ساعات متتالية .. في أيام أُخر نجحت في الضغط على بقعة من الإنتاجية من دماغي المكتئب، قاومت تيريز اكتئابها عن طريق دفع نفسها للعمل وقالت أن البقاء منتجًا في العمل هو بلا شك كان أحد أكثر العناصر تحديًا في شفائها.

الدافع الذاتي هو أحد الأشياء الرئيسية التي تميز المحترفين ذوي الكفاءات العالية عن غيرهم، لسياق أكثر تحديدًا عملية التحفيز هي عملية شخصية بامتياز، ما يصلح معي ليس بالضرورة هو الأنسب لك، بعض الناس قدرتهم على تحفيز أنفسهم أكثرَ من غيرهم، إذًا كيف يمكنك مواصلة دفع نفسك حتى لو لم تكن قادرًا على ذلك؟

جميعنا أخفقنا في الوصول لهدف قابل للتحقق بسبب المماطلة، وعدم الالتزام، لذا قامت أيليت فيشباك -أستاذة العلوم السلوكية والتسويق في كلية بوث لإدارة الأعمال في جامعة شيكاغو- بتحديد عدد من الاستراتيجيات لعملية التحفيز الذاتي.

أولًا : صمم أهدافًا وابتعد عن الروتين

ويقصد بالأهداف هنا أن تكون محددة وقابلة للقياس، لا يكفي أن تكتب “سأقوم بأفضل ما عندى اليوم” الطموحات التجريدية لا تُعطي مفعولها مثل الأشياء الملموسة، يجب كذلك أن تؤدي الأهداف أيضًا كلما أمكن إلى تحفيز جوهري بدلًا من الدوافع الخارجية والفرق بينهما أن الدافع الداخلي هو هدف ووسيلة لذاته، أما الدافع الخارجي هو ما يخدم غرضًا منفصلًا ليس جوهريًا، كالحصول على الثواب والأمن من العقاب.

وقد أظهر بحث أيليت أن الدوافع الجوهرية تتنبأ بالانجاز والنجاح على نحو أفضل من الدوافع الخارجية، تكمن الحيلة هنا بالتركيز على العناصر التي تجدها ممتعة، فلا يصبح العمل والإنجاز مهمة ثقيلة .. وفي سياق متطرف، هناك العديد من الناس مستمرون في وظائفهم مقابل المال يشعرون وكأنهم “عبيد بأجر” في مثل هذه الوظائف فإنهم عادة ما يقومون بالحد الأدنى المطلوب، لكنه من غير المحتمل أن يساعد الدافع الخارجي “المال” وحده على التفوق.

ولأننا في عالم غير مثالي قد يكون الحل في التحايل على هذا الأمر، بأن تحاول جاهدًا أن تضفي بعض المتعة في عملك، كبناء علاقات اجتماعية قوية، أو أن تستمع مثلًا لموسيقاك المفضلة أثناء العمل.

ثانيًا : كافئ نفسك

من أهم العوامل التي تحفز بها نفسك المكافآت، وخاصة في المهام المرهقة، أو التي تتطلب طاقة للمواصلة، أنا الآن في هذه الساعة التي أكتب فيها هذا المقال أحفز نفسي على إنجازه بوعدي الناجز بالحصول على قسط وافر من النوم، أو مشاهدة مقطع من مسلسلي المفضل، بالتأكيد الإفراط في استخدام الحوافز يفرغها من مضمونها، لكن المفيد أن تضع محفزات لك على المدى القصير أو المتوسط ترتبط بمعدل إنجاز تحدده، مثلاً إذا انتهيت من هذا المشروع سأخرج في إجازة مع الأولاد، أو سأشتري لنفسى هدية، لكن يراعى في اختيار الحوافز تجنب الحوافز الخادعة، كأن تكون الشركة تهتم بالجودة لا الكمية، ثم تكافيء نفسك بحجم الإنجاز وتهمل جودته، وكذلك الحوافز التي تقوض الهدف الرئيسي منها، فمثلًا في حالة اتباع الحمية لا ينبغي أن تكون المكافأة بعد وصولك للوزن المناسب أن تترك العنان أمام نفسك لتأكل ما تشتهي، كلما كان التحدي والغموض في الحافز أكبر كلما دفعك للعمل بصورة أكبر، فقد اكتشف الباحثون أن معظم الناس يعملون بجد أكبر للحصول على مكافأة غير مؤكدة.

ثالثًا : استمر في التقدم

في بداية أي مشروع جديد يتملكنا الحماس والعنفوان -ذاك الذي لا يدوم طويلا- لنصاب بعدها بما يطلق عليه اليوم “فقدان الشغف” محصلة ذلك أنك تملك دافع مبكرًا ومع مرور الوقت يخفت هذا الدافع رويدًا رويدًا، لحسن الحظ يوجد بعض الطرق التي تمكنك من الاحتفاظ بحماس البدايات على الدوام، وذلك من خلال تقسيم الأهداف إلى عدة أهداف قصيرة بمعدل زمني قصير، فتقول مثلًا في هذا الأسبوع سأنجز كذا وكذا بديلًا عن شهر أو خمسة أشهر أو سنة، وتتمثل الطريقة الثانية: في تغيير منظورك للتقدم الذي أحرزته.

ولأننا نميل لزيادة جهودنا عندما يكون الهدف في متناول اليد يمكنك الاستفادة من هذا الأمر بأن تفكر فى نقطة البداية والماضي الذي كنت عليه من قبل، وأن كل شىء قد يعود لسابق عهده، وهنالك خدعة عقلية أخرى، وتتمثل في أن تركز على ما قمت به بالفعل ثم تحويل كل انتباهك إلى ما ينقصك، هذا التحول في المنظور من شأنه أن يزيد من الحافز الداخلي.

 

رابعًا : الاستلهام من تجارب الآخرين

البشر بطبيعتهم الاجتماعية يتطلعون دائمًا لتجارب الآخرين والتأثير المتبادل فيها، لكن عندما يأتي الأمر للدوافع الذاتية فإن جلوسك بجوار موظف عالي الأداء يمكن أن يزيد من إنتاجيتك في العمل، أو للمفارقة.. قد يقلل من انتاجيتك، قد يصيبك ذلك بالإحباط وفقدان الحافز على اعتبار أنه يمكنك أن تترك المهمة لغيرك، وهذا الأمر يبدو منطقيًا لأن ازدهار البشر هو نتاج استغلالهم لميزاتهم النسبية.

جوهر المشكلة يكمن في أنه من الصعب عزل نفسك عن مخاطر مشاهدة الأشخاص الطموحين وأصحاب الآداء العالي، أوضحت إيلين في بحثها أنه يمكنك أن تستفيد من هؤلاء الأشخاص عن طريق سؤالهم والاستفادة من تجاربهم الخاصة في استكشاف مواطن تحفيز لك، يظهر البحث أن الصديق إذا أظهر إعجابه بمنتج معين فإن رغبتك في شرائه تكون عالية، على النقيض من ذلك إذا كنت تعلم أن صديقك قد اشتراه بالفعل.

ويجدر الإشارة هنا إلى أن تقديم النصحية بدلاً من طلبها تحفز الدافع الداخلي بشكل أكثر فعالية وتؤدي إلى التغلب على عجز التحفيز عن طريق زيادة الثقة والتي من شأنها أن تؤدى للعمل.

في علم النفس الإيجابي يتم تعريف التدفق على أنه حالة ذهنية يكون فيها الشخص مغمورًا تمامًا بحالة من التركيز، والتمتع بالنشاط ، يمكن أن يكون هذا الشعور عابرًا أو بعيدًا عن المنال في الحياة اليومية، لكن من خلال الاستفادة من قوة المحفزات الداخلية والخارجية ووضع الحوافز بعناية وتحويل تركيزنا إما للأمام أو الخلف اعتمادًا على مدى قربنا من النهاية، أن يساعدنا على أن تمضى أيام العمل سهلة وممتعة، الأمر صعب .. لكنه يستحق التجربة.

الجودة في مقابل السعر.. كيف أبدعت “سترة” في تحقيق هذه القاعدة؟ (دراسة حالة). اضغط للقراءة

مقالات ذات صلة

3 دقائق للقراءة

مميزات الربط التكاملي بين “إدارة” ومنصة سلة للتجارة الإلكترونية

تتطلب إدارة المتاجر الإلكترونية كثيرًا من الوقت والجهد، ومع النمو والتوسع يزداد احتياج أصحاب تلك المتاجر إلى عوامل إدارية مساعدة تساهم في تنظيم العمليات المختلفة، والمحافظة على النمو وزيادته، فماذا…

4 دقائق للقراءة

تأثير البرامج السحابية على إدارة المخازن (9فوائد)

الهدف الأساسي لإدارة المخزون باستخدام (البرامج السحابية) الحوسبة السحابية هو مراقبة مستوياته من خلال برامج تخطيط موارد المؤسسة "ERP"، والتي تحقق للشركة أعلى نسب الكفاءة المرجوة وتحد من الأخطاء الناتجة…

4 دقائق للقراءة

(برامج الERP) 5علامات تخبرك بضرورة التحول لحلول تخطيط موارد المؤسسة

لأكون واضحة، تلك المقالة لا تستهدف أصحاب الأعمال التجارية الكبرى، لأنهم بالأحرى يعتمدون على حلول تخطيط موارد المؤسسات"ERP" بالفعل، وإنما تستهدف الشركات الناشئة والمتوسطة، التي تطمح لنمو سريع، ولديها خطط…