fbpx

التعديلات البرمجية في أنظمة ERP: هل تستحق كل هذا العناء؟

5 دقائق للقراءة
التعديلات البرمجية في أنظمة ERP: هل تستحق كل هذا العناء؟

هل التعديلات البرمجية في أنظمة ERP هي الحل؟

عند تطبيق نظام ERP في شركتك، قد تبدو التعديلات خيارًا مغريًا لتلبية احتياجاتك الخاصة. ولكن مع مرور الوقت، تكتشف أن التعديل يؤدي إلى تعقيد الأمور بدلًا من تحسينها، وفجأة تجد نفسك في دوامة من التعديلات التي لا تعود بالنفع لعدم اختبارها من قبل.

لذا نستكشف في هذا المقال لماذا التعديل ليس حلًا مناسبًا، وكيف يمكنك تحسين عملياتك باستخدام حلول أبسط وأكثر فاعلية.

ما هو التعديل البرمجي لأنظمة ERP؟

التعديل البرمجي ببساطة، هو أن تبدأ في تعديل النظام ليتناسب مع احتياجات شركتك الخاصة. الفكرة مغرية، أليس كذلك؟ نظامٌ يتكيف مع كل تفصيلة صغيرة في عملك!

لكن المشكلة الحقيقية هي أنك بمجرد أن تبدأ في التعديلات البرمجية تدخل في دوامة جديدة من التعقيدات التي لا تنتهي. ستجد نفسك مشغولًا بتعديل كل شيء: من طريقة عرض التقارير إلى إضافة خيارات لا قيمة لها، وتعديل الواجهات، وتغيير التنسيق.

لكن هنا يأتي السؤال الأهم: هل أنت بحاجة فعلًا لهذه التعديلات؟ هل أنت بحاجة لهذا التعقيد؟ قد يبدو لك التعديل البرمجي مثل الحل المثالي لمشاكل شركتك، لكنه في الحقيقة مثل تلك العلاجات الشعبية التي تعدك بأنك ستصبح أكثر صحة وحيوية إذا تناولت كل هذه الخلطات العجيبة. لكن في الواقع، كل ما تفعله هو أنك تدفن نفسك في مزيد من المشاكل.

ومع مرور الوقت، تكتشف أن التعديل البرمجي لم يُحسن من سير العمل كما كنت تأمل. بل جعله أكثر تعقيدًا. ستشعر حينها أنك دخلت في دوامة جديدة لا تنتهي: كلما حاولت تعديل شيء، اكتشفت أنك بحاجة إلى تعديل شيء آخر، حتى تجد نفسك تائهًا في بحر من التعديلات التي لا هدف لها.

مخاطر التعديلات البرمجية: لماذا تُعد خطأً شائعًا؟

الآن، بعد أن تقرأ هذا، ربما بدأت تدرك أن التعديل ليس دائمًا الحل الأمثل. ولكن دعنا نتناول بشكل أعمق لماذا التعديل على برامج ERP مفتوحة المصدر يكون أكثر ضررًا من نفعه.

التكاليف المرتفعة: مصاريف غير متوقعة

عندما تفكر في التعديلات البرمجية، فأنت في الواقع تدخل ثقبًا أسودًا من المصاريف غير المتوقعة، فالنظام الذي بدأ كحل مبتكر سيتحول فجأة إلى عبء ثقيل على ميزانيتك. والمشكلة أنه لا أحد يخبرك بذلك في البداية! فجأة، تجد نفسك في مواجهة فواتير ضخمة.

لا تظن أن هناك شركات تقدم خدمة التعديل البرمجي مجانًا، فكل تعديل تحتاجه له ثمنه، وكل ميزة تريد إضافتها تحتاج إلى مبرمجين متخصصين، وكل دقيقة إضافية في المشروع ستكلفك أكثر.

والغريب أنه حتى لو وجدت من ينفذ ذلك مجانًا فأنت في الحالتين تعرض عملك للخطر!

التعديل البرمجي: مشروع لا نهاية له

التعديل سيجعل من النظام مشروعًا لا نهاية له، فعلى الرغم من أنك قد تبدأ في تعديل بسيط، إلا أنك سرعان ما تجد نفسك تغرق في بحر من التعديلات التي لا تنتهي.

في البداية، تكون التعديلات صغيرة: تعديل على التقارير، أو تغيير في واجهة المستخدم. لكن مع مرور الوقت، ستكتشف أنك بصدد بناء نظام جديد تمامًا.

وهكذا، تجد نفسك قد تاهت عن الهدف الأساسي وهو تحسين العمليات، وتحوّل النظام إلى مشروع برمجي ضخم، وأنت في غنى عن كل هذا، فدورك في الشركة أهم من متابعة تلك التعديلات.

صعوبة الصيانة والتحديثات

وبينما تتوقع أن تصبح الأمور أكثر سلاسة ومرونة، تجد نفسك عكس ذلك، فكلما زادت التعديلات، زادت صعوبة الصيانة والتحديث.

الأنظمة المخصصة (المعدلة) عادة ما تكون أكثر هشاشة، لأنه بمجرد إضافة تعديل واحد، قد يؤثر ذلك على بقية أجزاء النظام بشكل غير متوقع.

وعندما يصاب النظام بالخلل، يصبح من الصعب إصلاحه أو تطويره مستقبلًا، وتبدأ في التراجع إلى الملفات القديمة على إكسل، لأنك ببساطة لا تستطيع التكيف مع النظام المعقد.

الاعتماد على الشريك المشغل: عبء مستمر

بعد أن تكون قد دخلت في دوامة التعديلات البرمجية، تجد أنك قد أصبحت رهينة للشريك المشغل. لماذا؟ لأن النظام الذي تم تعديله وفقًا لاحتياجاتك أصبح معقدًا بشكل لا يسمح لك بإجراء أي تعديلات عليه بنفسك. كل تغيير، مهما كان بسيطًا، يتطلب منك الاتصال بالشريك، مما يعني أنك ستبقى محتجزًا في فخ الرسوم المستمرة.

والجدير بالذكر هنا أن هناك تضارب مصالح بينك وبين الشريك المشغل، فقد يسعى الشريك المشغل إلى إضافة تعديلات وخصائص إضافية ليس لأنها ضرورية لاحتياجاتك الفعلية، ولكن لأنها تساهم في رفع التكلفة بشكل مستمر.

بينما أنت، في المقابل، لا تحتاج سوى لأبسط الخصائص التي تكفي لتلبية احتياجاتك الأساسية، مما يجعلك محاصرًا بين تكلفة عالية وميزات لا تحتاج إليها.

الوقت الضائع: الضريبة الأكبر

وأخيرًا، هناك الفخ الأكبر الذي لا يراه الكثيرون في البداية، وهو الوقت الضائع، فمع مرور الوقت، ستكتشف أنك ضيعت شهورًا وسنوات في إعادة بناء النظام من الصفر، بينما كان بإمكانك أن تبدأ في استخدام النظام الجاهز الذي يوفر لك 90% من الحلول المطلوبة، بل وربما أكثر.

فهل يستحق الأمر كل هذا العناء؟

التعديلات البرمجية ليس مجرد خيار غير مجدٍ، بل هو خطر حقيقي يؤدي إلى إضاعة الكثير من الوقت والمال، والأفضل لك أن تختار نظامًا جاهزًايعالج مشاكل عملك بسرعة وكفاءة، دون أن تدخل في دوامة لا تنتهي من التعديلات التي تجعل عملك أصعب.

كيف تلبي احتياجات عملك دون تعديلات برمجية؟

لنكن واقعيين هنا: التعديل البرمجي ليس الخيار الأفضل، فأنت لست بحاجة إلى تعقيد الأمور، بل تحتاج إلى حلول عملية ترفع من كفاءة العمل دون أن ندخل في دوامة جديدة من التعديلات غير الضرورية.

اختر نظام ERP جاهز

أبسط الحلول وأكثرها فعالية هو استخدام النظام كما هو، فالأنظمة الحديثة تتمتع بمرونة كبيرة، ويمكنها أن تلبي معظم احتياجاتك بدون الحاجة إلى تعديلات معقدة.

قد تكون لديك بعض الاختلافات في العمليات، ولكن هل تحتاج حقًا إلى تعديل كل جزء من النظام؟

النظام الجاهز يقدم لك الحلول المناسبة، ويمكنك التكيف معه باستخدام الأدوات المتاحة داخل النظام دون الحاجة إلى تعديلات جذرية.

الاستفادة من خصائص الربط التكاملي

إذا كنت بحاجة إلى تحسين سير العمل في مجالات محددة مثل إدارة المتجر الإلكتروني، يمكنك ببساطة الاستفادة من الربط التكاملي بين المتجر وبرنامج ERP المستخدم.

إذ يتيح لك هذا الربط توحيد البيانات بين النظام المحاسبي والمتجر، بحيث يتم تحديث المخزون والمبيعات والفواتير بشكل تلقائي ومتناغم، مما يقلل من الأخطاء البشرية ويسهل إدارة العمليات التجارية.

التدريب الصحيح والدعم الفني

التدريب الجيد لا يقل أهمية عن اختيار النظام المناسب، فالعديد من المشاكل تنشأ بسبب عدم الفهم الكامل لكيفية استخدام النظام.

لذا، بدلًا من إجراء التعديلات البرمجية، من الأفضل أن تستثمر في تدريب موظفيك بشكل جيد وتستفيد من الدعم الفني المتاح لك.

التحسين المستمر للعمليات

لا تظن أن الحل يكمن في إجراء تعديلات كبيرة على النظام، فالحل الحقيقي في التحسين المستمر للعمل، سواء في طريقة استخدامه أو في كيفية التعامل مع البيانات والتقارير.

كلما زادت معرفتك بكيفية الاستفادة من النظام، أصبحت العمليات أكثر سلاسة. بالتالي، معظم المشاكل التي تواجهها يمكن معالجتها بسهولة من خلال تحسين العمليات دون الحاجة إلى تغيير النظام.

وأخيرًا، إذا كنت لا تزال تشك في القرار، فعليك أن تسأل نفسك: هل التعديل البرمجي هو الحل الفعلي؟ هل يمكن أن توفر لك التعديلات الكبيرة حلاً أفضل على المدى الطويل؟

في الواقع، الأنظمة الجاهزة غالبًا ما تكون قوية بما فيه الكفاية لحل معظم المشاكل، وكلما أبقيت الأمور بسيطة، كان العمل أكثر استقرارًا وكفاءة.

فالمفتاح هو الابتعاد عن التعديل البرمجي والتركيز على استخدام النظام بكفاءة، لأن الحلول البسيطة غالبًا ما تكون الأكثر فعالية.

مقالات ذات صلة

4 دقائق للقراءة

بين إدارة وشوبيفاي …كيف تدير متجرك الإلكتروني؟

لأن العالم يتجه نحو تحويل المعاملات اليومية إلى معاملات إلكترونية، يحتاج أصحاب الأعمال دائمًأ إلى البحث عن منصات مثل شوبيفاي لإنشاء تجارتهم الإلكترونية أو حتى لتحويل تجارتهم العادية إلى تجارة…

4 دقائق للقراءة

كيف تكسب ولاء العملاء حتى بعد خسارتهم ؟

  من النادر أن تجد أحدًا لم يتعرض لتعامل يمكن وصفه "بالسخيف" من أحد الخدمات أو الشركات المتعاقد معها، ولأننا قاطني الوطن العربي والعالم الثالث، فمن المألوف جدًا أن تخرج…

7 دقائق للقراءة

تعرف على مميزات وعيوب QuickBooks البرنامج المحاسبي

التشتت بين اختيارين يعد من أصعب الأمور التي قد تواجه أي شخص في العموم، فما بالك باختيار أصحاب المؤسسات ما بين الأنظمة المحاسبية، كالاختيار ما بين QuickBooks و”إدارة”؟ فأيهما تستطيع…