على الرغم من أن تجارة الملابس تبدو سهلة، وتضم في طياتها فرصًا واسعة للنمو، إلا أنها لا تخلو من التحديات والعيوب التي لا بد وأن تكون على دراية بها قبل دخول هذا السوق.

لذا نعرض لك من خلال المقال أبرز عيوب تجارة الملابس، وكيفية التغلب عليها، فتابع معنا.

أبرز العيوب التي يعاني منها تجار الملابس

هناك العديد من التحديات والعيوب التي تواجه أصحاب مشروع تجارة الملابس، من أبرزها نجد:

1- المنافسة الشديدة

تأتي المنافسة الشرسة على رأس تحديات وعيوب صناعة الملابس، إذ تتنافس العديد من العلامات التجارية على جذب انتباه المستهلك.

وهذا يعني أنك كصاحب عمل ستواجه تحديات في تمييز علامتك التجارية عن المنافسين، فكم من علامة تجارية اندثرت بسبب عدم وضع المنافسة في الاعتبار!

وبالتالي قبل دخول هذا العالم احرص على معرفة طرق التغلب عليها لتجنب خسارة مشروع تجارة الملابس.

كيفية التغلب على المنافسة العالية في سوق الملابس

• حدد بوضوح القيمة الفريدة التي تقدمها، وسلط الضوء عليها، حتى تتميز عن باقي المنافسين.
• اختر الأسواق المتوافقة مع قيم وعروض العلامة التجارية، واحرص على بناء حضور قوي فيها.
• تفاعل مع عملائك بانتظام من خلال قنوات مختلفة مثل: وسائل التواصل الاجتماعي، وغيرها.
• استمع إلى احتياجات العملاء، ونفذ اقتراحاتهم لإنشاء علامة تجارية تتمحور حول العميل.
• تعاون مع العلامات التجارية والمؤثرين والمؤسسات التكميلية لتوسيع نطاق وصولك.
• ابقَ على اطلاع بأحدث اتجاهات الموضة، وتفضيلات المستهلكين، وابتكار تصميماتك.
• ركز على تقديم ملابس جيدة الصنع تلبي توقعات العملاء أو تتجاوزها.
• قدم خدمة إضافية لعميلك تجعله يختارك أنت دونًا عن المنافسين.
• استثمر في التسويق، لزيادة وضوح العلامة التجارية والوعي بها.

من خلال تنفيذ هذه الاستراتيجيات، يمكنك التغلب على عيوب تجارة الملابس التي تفرضها المنافسة الشديدة، ومن ثم النهوض بعلامتك التجارية.

2- ضغط التسعير

غالبًا ما يعطي المستهلك الأولوية للقدرة على تحمل التكاليف عند اتخاذ قرارات الشراء، ومن ثم تسعى الشركات إلى تقديم أسعار تنافسية لجذب العملاء.

لكن دعنا نخبرك هنا أن ذلك قد يؤدي إلى هوامش ربح ضئيلة، خاصة عند النظر على عوامل مثل: تكاليف الإنتاج، ونفقات التسويق، والنفقات العامة، لذا يدخل ضغط التسعير تحت قائمة عيوب تجارة الملابس.

كيف يمكنك التغلب على ضغط تسعير الملابس؟

• نفذ برامج ولاء -Loyalty Programs- لتحفيز عمليات الشراء المتكررة، وتقليل التركيز على السعر وحده.
• طوّر تصميمات فريدة أو ميزات مبتكرة أو مواد مستدامة تميز ملابسك عن المنافسين.
• حلل البيانات لفهم تفضيلات العملاء، واتجاهات السوق لاتخاذ قرارات تسعير فعالة.
• أنشئ منصة إلكترونية، واستفد من التسويق الرقمي في الوصول إلى جمهور أوسع.
• كن على اطلاع دائم بأسعار المنافسين، حتى لا تختلف طريقة تسعيرك عنهم.
• بسط عمليات الإنتاج، وتفاوض مع الموردين للحصول على أفضل صفقات.
• احرص على بناء صورة قوية للعلامة التجارية، والتفاعل مع العملاء.
• وظف استراتيجيات التسعير بناءً على شرائح العملاء.

من خلال تلك الطرق تستطيع التغلب على واحد من أبرز عيوب تجارة الملابس.

3- الموضة السريعة والاتجاهات المتغيرة

يهيمن نموذج الأزياء السريع على صناعة الملابس، إذ تتغير الاتجاهات بسرعة، ويتوقع المستهلكون أنماطًا جديدة بأسعار معقولة.

وهنا تكون مواكبة الطلب المستمر على التصميمات الجديدة وضمان وقت سريع لذلك أمرًا صعبًا -خاصة بالنسبة للشركات الصغيرة-، وبالتالي فالتكيف مع الاتجاهات المتغيرة يتطلب نهجًا شاملاً ومدروسًا.

خطوات للتعامل مع الاتجاهات المتغيرة في سوق الملابس

• سلط الضوء على الصفات الفريدة للمنتجات، لجذب المستهلكين الواعين.
• شجع الترويج للمنتجات العملية طويلة الأمد، وحوّل التركيز نحو الجودة
• استخدم التكنولوجيا لإدارة المخزون وعمليات الإنتاج بكفاءة.

4- تعقيدات سلسلة التوريد

غالبًا ما تتضمن صناعة الملابس سلاسل توريد عالمية معقدة تشمل: توريد المواد الخام، وعمليات التصنيع والتوزيع، خاصة عند التعامل مع العديد من الموردين، والمصانع، والشركاء عبر مختلف البلدان، إذ يتطلب الأمر ضمان الشفافية، ومراقبة الجودة في جميع مراحل سلسلة التوريد إشرافًا دقيقًا، واتصالًا فعالًا.

وبالتالي فتعقيد تلك السلسلة يعد أحد أبرز عيوب تجارة الملابس التي لا بد وأن تكون على دراية بها، لمعرفة كيفية تجنبها.

كيف تتغلب على تعقيد سلسلة التوريدات؟

• كن على اتصال دائم بالموردين والموزعين، لضمان التدفق السلس للمعلومات والمواد.
• طوِّر شراكات استراتيجية مع موردين موثوقين، وعقود طويلة الأجل لضمان الاستقرار.
• استخدم الحلول البرمجية لاكتساب رؤية في الوقت الفعلي لسلسلة التوريد بأكملها.
• نوع قاعدة الموردين، للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالاعتماد على مصدر واحد.
• نفذ عمليات تدقيق دورية للموردين والمصنعين، لضمان الامتثال للمعايير.

5- الطلب الموسمي وصعوبة إدارة المخزون

يعد الطلب الموسمي من أبرز عيوب تجارة الملابس، إذ يواجه التجار -سواء أصحاب المصانع أو المحلات- صعوبة في إدارة المخزون بسبب التقلبات الموسمية وأنماط الطلب المختلفة، فالموازنة بين معدل الطلب ومستويات المخزون المناسبة مع تجنب الفائض تعد مهمة معقدة.

وبالتالي فممارسات إدارة المخزون الفعالة ضرورية لتحسين مستويات المخزون، وتقليل التكاليف.

نصائح لإدارة المخزون بشكل جيد

• تنفيذ ممارسات الإنتاج والمخزون الخالي من الهدر، لتقليل المخزون الزائد وتقليل تكاليف التخزين.
• إجراء بحث شامل عن السوق وتحليل الاتجاهات لتوقع الطلب ومواءمة المخزون وفقًا لذلك.
• الاستعانة بأنظمة إدارة المخزون البرمجية، لتتبع مستويات المخزون، وتحسين إدارته.
• استغلال التسويق الرقمي، لتوليد الطلب على المنتجات الموسمية.
• إنشاء عروض وخصومات على المخزون بطيء الحركة.

اقرأ أيضًا: أفضل 7 ممارسات لإدارة المخزون

6- صعوبة حماية الملكية الفكرية والتصميم

تعد حماية تصميمات علامتك التجارية والملكية الفكرية أمرًا بالغ الأهمية في صناعة الملابس، إذ يمكن أن تنتشر التصاميم المنتجات المقلدة، ويحاكي المنافسون تصميماتك، مما يؤدي إلى إضعاف تفرد علامتك التجارية، وتآكل حصتها في السوق.

لذا فصعوبة حماية ملكية التصميمات تندرج تحت قائمة عيوب تجارة الملابس.

نصائح للحفاظ على الملكية الفكرية

• إجراء بحث للتأكد من أن تصميماتك وشعاراتك لا تنتهك العلامات التجارية الحالية أو حقوق النشر.
• استخدام العقود والاتفاقيات عند العمل مع الموردين والمصنعين، لحماية حقوق الملكية الفكرية.
• التركيز على إنشاء تصميمات فريدة ومبتكرة، فهذا يقلل من احتمال نسخ الآخرين لتصميماتك.
• مراقبة منصات التواصل الاجتماعي للمنافسين، لتحديد أي استخدام أو نسخ غير مصرح به.
• استشارة المحامي لمعرفة الإجراءات المطلوبة لتسجيل الملكية الفكرية، وحمايتها.
• البقاء على اطلاع دائم بقوانين ولوائح الملكية الفكرية ذات الصلة بصناعة الملابس.
• اتخاذ الإجراء القانوني المناسب لحماية حقوقك في حالة انتهاكها.

7- تنوع المنتجات بشكل كبير

يعد التعامل مع مجموعة كبيرة من مقاسات وألوان الملابس من أشهر تحديات وعيوب تجارة الملابس، إذ يتطلب الأمر المزيد من الدقة عند تسجيل بيانات تلك المنتجات على النظام، وتتبعها، وبيعها، حتى لا تتداخل، ويباع صنف مكان آخر عن طريق الخطأ.

ويمكن حل تلك المشكلة في:

• التكامل مع قنوات البيع المختلفة، لتتبع مستويات المخزون، ومعرفة معدل الطلب على كل صنف.
• إنشاء تنسيقات بيانات موحدة لمعلومات الحجم واللون، لضمان الوضوح وسهولة الفهم.
• التحقق من البيانات بشكل منتظم، لتحديد وتصحيح أية تناقضات أو أخطاء في البيانات.
• استخدام الحلول البرمجية في إدخال البيانات، واعتماد الباركود لتقليل من الأخطاء اليدوية.

8- صعوبة السيطرة على عدد كبير من الفروع

يعاني بعض تجار الملابس من مشكلة عدم القدرة على السيطرة على إدارة عدد كبير من الفروع، ويرجع ذلك إلى تجزئة البيانات، واحتفاظ كل فرع بسجلات منفصلة باستخدام أنظمة مختلفة أو عمليات يدوية.

إلى جانب عدم الإلمام بتفاصيل المخزون، ويترتب على ذلك نفاده فجأة أو زيادة كميته دون الحاجة لذلك، وصعوبة مشاركة المعلومات بين الفروع، مما يؤدي إلى التأخير، وتقليل الكفاءة التشغيلية.

ويكمن الحل هنا في توفير نظام ERP سحابي قوي يساعدك على ربط جميع الفروع ببعضها في نظام مركزي متكامل يوفر لك العديد من المميزات مثل:

• تحسين الكفاءة التشغيلية من خلال التخلص من العمليات اليدوية.
• تعزيز الرقابة والإشراف من خلال المراقبة المركزية وإعداد التقارير.
• التحديث اللحظي للبيانات، وسهولة الوصول إليها من أي جهاز.
• توحيد العمليات، وسير العمل على مستوى جميع الفروع.
• توفير رؤية مالية شاملة، مما يتيح التحكم بشكل أفضل.
• تتبع المخزون، وتحديد نقاط إعادة الطلب لتجنب نفاده.

ومن ثم يتضح أن برامج الـ ERP تُمكنك في التغلب على صعوبات التحكم في عدد كبير من فروع متاجر الملابس بجدارة، وهذا بالفعل ما يساعدك “إدارة” على تحقيقه

اقرأ المزيد حول ذلك من خلال مقال: 14 خاصية لا غنى عنها في برنامج إدارة حسابات محلات الملابس

شركات تعاملت بجدارة مع تحديات وعيوب تجارة الملابس

تحديات تجارة الملابس لا تواجه الشركات الصغيرة فحسب، بل تقف أيضًا أمام الشركات الكبيرة، وتعيق سير عملها وتطورها، والشركة الناجحة هنا هي اللي تعي كيفية التعامل مع التحدي بجدارة، ومن أبرز دراسات الحالة التي توضح ذلك:

شركة Nike في مواجهة تحديات سلاسل التوريد المعقدة

تعرضت Nike لمشاكل كبيرة في إدارة سلسلة التوريد بسبب انتشار فيروس كورونا، فقد تسبب إغلاق المصانع واضطرابات وسائل النقل آنذاك إلى نقص المواد الخام، مما أدى إلى تقليل الإنتاج، وتأخر مواعيد تسليمه.

وتزامنًا مع ذلك، أغلقت Nike معظم متاجر البيع بالتجزئة لحوالي شهرين في 2020، وأعلنت عن انخفاض مبيعاتها بنسبة 38% في الربع الأخير من السنة المالية، لعدم قدرتها على تلبية متطلبات عملائها.

كيف تعاملت Nike مع التحدي؟

استطاعت الشركة الخروج من تلك الأزمة من خلال الشراكة مع خبراء الخدمات اللوجستية المحليين -الشركات المتخصصة في إدارة خدمات النقل والتخزين والتوزيع- بدلًا من التعامل مع جميع جوانب سلسلة التوريد داخليًا، بهدف:

• ضمان الحركة السلسة للمنتجات من الإنتاج إلى العميل النهائي.
• الاستفادة من موارد هؤلاء الشركاء الخارجيين.
• تحسين عمليات سلسلة التوريد الخاصة بهم.
• ضمان التسليم الفعال للمنتجات للعملاء.

ركزت الشركة أيضًا على تدابير خفض التكلفة، وسعت إلى تعزيز التوزيع المباشر للمنتجات على العملاء، من خلال تبسيط عمليات التوزيع، وإيجاد طرق أكثر كفاءة للوصول إلى العملاء.

وبالتالي عدلت Nike استراتيجيات سلسلة التوريد الخاصة بها للتغلب على التحديات التي يفرضها الوباء، وشمل ذلك إعادة تقييم وتكييف عملياتهم بناءً على الأوضاع الاقتصادية والصحية المتغيرة على مستوى العالم.

شركة ZARA وتحديات الموضة والمخزون

تواجه شركة ZARA واحدًا من أشهر عيوب تجارة الملابس وهو الموضة السريعة، والاتجاهات المتغيرة، والحاجة إلى الاستجابة إلى تلك المتطلبات في أسرع وقت، حتى تظل محل ثقة لعملائها.

كيف تتعامل زارا مع هذا التحدي؟

تمكّنت زارا من مواجهة تحديات الأزياء السريعة من خلال:

التعاون مع الموردين

تحافظ زارا على علاقات وثيقة مع مورديها الذين يقعون بالقرب من مصانعها، مما يتيح لها طلب البضائع بناءً على الاحتياجات اليومية، ويضمن سلاسة التوريد.

الاهتمام بآراء العملاء

يحرص مديرو المتاجر في زارا على تزويد المتخصصين في السوق بتعليقات العملاء، الذين بدورهم ينقلون هذه المعلومات إلى فرق الإنتاج والتصميم، ويتيح هذا الانتقال السلس للمعلومات الاستجابة السريعة لمتطلبات السوق.

التصنيع المحلي

يساعد النهج المحلي للتصنيع في تجنب مخاطر سلسلة التوريد، وتكاليف النقل، والتعرض لتغيرات الرسوم الجمركية، مما يقلل من فرص عرقلة سير العمل، ويساعد في التغلب على تحديات وعيوب تجارة الملابس.

الاحتفاظ بجزء من المصانع غير نشط

تحتفظ زارا بنسبة تصل إلى 85٪ من مصانعها غير نشطة، بهدف تحقيق أفضل استجابة لتغيرات الطلب في جميع أنحاء العالم، هذا النهج المثير للاهتمام يختلف تمامًا عن المنافسين الذين يحاولون تحقيق أقصى من جميع مواردهم .

استخدام أنظمة محاسبية فعالة

تعتمد زارا من أنظمة فعّالة لإدارة المخزون تساعدها على تحديد الكمية المحددة للسلع المطلوبة لكل متجر، وهنا تشحن دفعات صغيرة جدًا مرتين في الأسبوع.

نتيجة لذلك، تخلق شعورًا بالندرة، ويكون هناك عدد قليل جدًا من السلع التي لم تباع، وإذا فشلت التجربة فإن هناك وقتًا كافيًا -بفضل سلسلة التوريد المتجاوبة لزارا- لتجربة أنماط مختلفة أخرى.

من خلال اعتماد هذه النهج، استطاعت زارا إقامة سلسلة توريد مرنة تساعدها على استكمال رحلة نجاحها في صناعة الموضة السريعة، مع التركيز على الاستدامة، وتقليل الهدر.

الخلاصة

يواجه التجار العديد من عيوب تجارة الملابس المتمثلة في: صعوبة المنافسة، وضغط التسعير، والتغيرات السريعة في اتجاهات السوق، وغير ذلك كما ذكرنا.

وللتمكن من دخول هذا السوق، والنجاح فيه بقوة فلا بد من معرفة كيفية التغلب على تلك العيوب بالطرق التي تناسب عملك، حتى تظل في الصدارة.

المراجع

Advantages & Disadvantages of Having a Clothes & Shoes Store

Nike: Supply Chain Management Issues Caused by the COVID-19 Spread Research Paper

Zara – a Masterclass in Supplier Relationships and Supply Chain Management