أبرز 8 من مشاكل الشركات العائلية في 2022 وكيفية التغلب عليها
5 دقائق للقراءةتستحوذ العائلات على النسبة الأكبر من الشركات حول العالم، وعلى الرغم من ذلك إلا أن معظمها تتفكك بعد الجيل الثالث من الأبناء، ويرجع ذلك إلى كثرة التحديات والمشاكل التي تقابل هذا النوع من الشركات، والتي تختلف في طبيعتها عن مشاكل الشركات الأخرى.
في هذا المقال نوضح أبرز مشاكل الشركات العائلية بشكل تفصيلي.
أبرز مشاكل الشركات العائلية
تواجه الشركات العائلية العديد من المشاكل والتحديات، خاصةً مع بداية ظهور الجيل الثاني منها، ومن أبرزها:
الصراع القائم على الاستحقاق
مع بداية ظهور الجيل الثاني داخل الشركة، يبدأ التنافس بينهم وتكون تلك من ابرز مشاكل الشركات العائلية، فكلٌ منهم يرى أحقيته في تولي زمام الإدارة، وبدلًا من التركيز على نمو الشركة وازدهارها يتسبب الصراع في ضياع الوقت والجهد والمال.
بالإضافة إلى انتشار المشاعر السلبية داخل الشركة وانتقالها إلى الموظفين، مما يؤثر سلبًا على سير الأعمال، وعمليات اتخاذ القرار داخل الشركة، ويعد ذلك من أبرز مشاكل الشركات العائلية.
يمكن للجيل الأول في الشركة تفادي ظهور هذه المشكلة من خلال التالي:
- وضع آلية أو قانون لتوزيع المهام والأدوار في الشركة، بناءً على الكفاءة.
- تبني سياسة الباب المفتوح، والتي تقوم على ترك المجال لجميع المستحقين من أفراد العائلة لتقديم التعليقات والاقتراحات والشكاوى، والنقاش حولها وتقييمها.
عدم الرغبة في التوظيف من خارج العائلة
تتمثل أحد أبرز مشاكل الشركات العائلية في حصر الإدارة في أفراد العائلة، وعدم رغبة مالكيها في تعيين مديرين محترفين من خارج العائلة.
قد لا تكون هذه مشكلةً في بداية صعود الشركة، لكن في مرحلة ما سينمو العمل إلى نقطة لا يمتلك فيها أفراد العائلة المهارات أو الخبرة لإدارة كافة تفاصيل الشركة بكفاءة.
إلى جانب ذلك، قد تكون العائلة خالية من بعض الكوادر والكفاءات للوظائف المهمة، مثل:
- الإدارة المالية
- إدارة الموارد البشرية
- إدارة قسم المحاسبة
وبالتالي تولي هذه المهام من شخص يفتقر للكفاءة يؤثر بالسلب على سير الأعمال داخل الشركة ومن ثم نموها.
لذا يجب الترحيب بالكفاءات من داخل العائلة ومن خارجها، وتوظيف كل واحدٍ في مكانه الصحيح والمناسب لخبرته.
صعوبة فصل الأسرة عن العمل
تعد صعوبة فصل الحياة الاجتماعية والأسرية عن العمل من أبرز مشاكل الشركات العائلية، فقد يعمل معظم أفراد الأسرة الواحدة في الشركة سويًا، ثم يلتقون بعد ذلك في المنزل، فأي خلاف في العمل قد يؤثر على العلاقة الأسرية وترابطها، والعكس.
بالإضافة إلى مناقشة تفاصيل العمل داخل المنزل، مما يجعله يطغى على الحياة الاجتماعية، ويُفقد الأفراد عملية الموازنة بينهما.
تعد عملية الفصل أفضل حل لهذه المشكلة، أنشئ حدودًا للعمل، فلا تناقشه في المنزل إلا في غرفة المكتب فقط، وفي المقابل زد في الأحاديث الاجتماعية والعائلية وخصص لأسرتك وقتًا -ولو قصيرًا- يوميًا، تتحدثون فيه كأسرة وتوطدون العلاقات أكثر.
الفجوة بين الأجيال
تنتقل معظم الشركات العائلية عبر الأجيال، وفي مرحلة ما يتكون مجلس إدارة تلك الشركات من عدة أجيال مختلفة من نفس الأسرة.
ومن أكثر مشكلات الشركات العائلية شيوعًا هي أن الجيل الأول عادةً ما يميل إلى السيطرة على كافة الأمور، ويتسم بضعف ثقته في الجيل الأصغر، وفي المقابل يسعى الجيل الأصغر لمعرفة كافة التفاصيل وتولي زمام الإدارة مبكرًا.
بالإضافة إلى ذلك، تميل الأجيال الأكبر سنًا إلى استخدام الطرق القديمة في تسيير الأمور، على عكس أفراد الأسرة الأصغر سنًا والذين يكون لديهم رغبة للتغيير والتطوير فيرغبون في اللجوء إلى الأدوات التي تسهل إدارة الشركة مثل أنظمة ERP وغيرها.
تعد تلك الفجوة بين الجيلين من أبرز مشاكل الشركات العائلية، وقد تؤدي إلى تمرد الجيل الأصغر، ومحاولة الجيل الأكبر لفرض السيطرة، مما يؤثر على الشركة سلبًا.
حتى يستمر العمل في النمو والتطور، يجب أن يكون هناك حلًا وسطًا يرضي الطرفين، يتنازل فيه كل طرف قليلًا، فالجمود لن يفيد أحدًا، يجب التعرف على نقاط القوة، والمهارات المميزة للأجيال المعنية وتوظيفها بشكل صحيح، مما يزيد من النمو والازدهار في الشركة.
الطموح مقابل الولاء
وجود شركة عائلية -غالبًا- يجعل الجيل الأصغر في الأسرة المالكة مطمئنًا لمستقبله الوظيفي، فلن يقلقوا بشأن البداية من الصفر، فالإرث الذي بنته عائلتهم سيكون كافٍ لطموحهم.
لكن أحيانًا يغرد البعض خارج السرب، ويسعى للاستقلال مبكرًا، ويطمح لما هو أكثر من ذلك.
في المقابل، لا يقبل الجيل الأكبر استقلال الأبناء، ويسعون لدمجهم في أعمالهم، تحت شعار “الولاء للعائلة”، ويعد هذا من أبرز مشاكل الشركات العائلية، إذ يحدث شقاقًا بين الجيلين.
لحل هذه المشكلة، يجب أن تتحلى الأجيال الأكبر سناً بالموازنة بين الولاء والطموح، فقد يؤدي الضغط على الأبناء للبقاء وتولي زمام الأمور إلى نتائج عكسية والتسبب في حدوث صدع داخل العائلة.
إلى جانب ذلك، ينبغي أن يكون لدى صاحب العمل خطة موضوعة لتغطية جميع أنواع سيناريوهات التعاقب والإدارة بعده.
مشكلة الموظفين القدامى
الموظفون القدامى هم الذين شهدوا تأسيس الشركة وشاركوا في بنائها وازدهارها، وعادةً يكونون أكثر ولاءً للشركة من غيرهم، فقد قضوا فيها حياتهم الوظيفية فكبرت الشركة بهم، وكبرت مكانتهم وازدادت أيضًا بالشركة.
مع هذا الولاء للشركة من الموظفين القدامى إلا أنهم يُعدون من أحد مشاكل الشركات العائلية، إذ يميلون عادةً لاستخدام الطرق القديمة في العمل ويواجهون مشاكل مع التغيير.
بالإضافة إلى أنهم يرتبطون بالجيل القديم ويرونه أساس الشركة وعمودها، وفي المقابل يكونون أقل ثقة في الجيل الأصغر من الأبناء، فلا يتقبلون فكرة توليهم إدارة الشركة إذ يعتبرونهم أقل خبرة من استحقاق ذلك المنصب.
عند التعامل مع الموظفين القدامى يجب الموازنة بين اللين والحزم، اعترف بفضلهم ولا تجردهم من سلطتهم ومكانتهم التي اكتسبوها بفضل سنين من العمل الجاد في الشركة، لكن في المقابل كن حازمًا وتعامل بثقة.
اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع الموظفين القدامى | إدارة الشركات العائلية
توزيع الأدوار وفقًا للقرابة
تتبع الشركات العائلية عادةً نهج حصر الإدارة في أفراد العائلة حتى لو كانت خبرتهم وكفائتهم للمنصب أقل من غيرهم من الموظفين من خارج العائلة، وينتج عن ذلك قصورًا وضعفًا في بعض أعمال الشركة، وإن استمر لفترة طويلة قد يؤثر على مكانتها في السوق.
إلى جانب ذلك، يفقد الموظفون الولاء للشركة، ويميلون إلى الروتينية في العمل، ويقل اجتهادهم تدريجيًا، إذ يشعرون أن مجهودهم بلا طائل، ولن ينتج عنه أي ترقية وظيفية.
لذا من المهم إعلاء الكفاءة على عامل القرابة، وتوزيع الأدوار بشكل عادل بناءً على عاملي الخبرة والاجتهاد للحد من مشاكل الشركات العائلية
مشكلة انتقال الملكية
تعد مشكلة انتقال الملكية من أبرز مشاكل الشركات العائلية، إذ يكون الجيل الأصغر أكبر عددًا من الجيل السابق له، وتوزيع أصول الشركة بين هذا العدد قد يحدث بينهم الشقاق والخلافات.
على الرغم من وضوح الشق الشرعي والقانوني لعملية انتقال الملكية، إلا أن بعض التفاصيل الصغيرة يظل الاختلاف قائمًا عليها، إذ تتبع الشركة عادةً طريقًا من اثنين:
تكوين مجلس إداري يضم المستحقين من أصحاب الأصول في الشركة
تقسيم فروع الشركة بناءً على الاستحقاق ونصيب كل فرد من الملكية.
اتباع الطريق الثاني سيؤدي إلى تشتت الشركة وانقسامها، بينما في الحالة الأولى قد تظهر الخلافات رويدًا ثم تتأجج بناءً على الاختلافات في الآراء ووجهات النظر في مختلف التفاصيل الإدارية.
يكمن حل هذه المشكلة في دمج الأبناء في فروع إدارية مختلفة، ووضع قواعد وسياسات واضحة من الجيل الأكبر للتعامل في حالات الاختلاف.
في النهاية، تمر جميع الشركات بالتحديات، ومن بينها الشركات العائلية.
مشاكل الشركات العائلية ليست مستعصية على الحل، لكنها تحتاج إلى بعض الصبر والحكمة والموضوعية في اتخاذ القرارات، وسيساعد ذلك على النمو والازدهار عبر الأجيال المختلفة.
المصادر
Family Business Challenges; The 3 Issues Families Can’t Ignore
The Top 10 Challenges Family Businesses Must Overcome
The 4 biggest challenges faced by family businesses
The Four Biggest Challenges for Family-Owned Businesses
8 Common Challenges Every Family-Owned Business Faces
8 Common Challenges Every Family-Owned Business Faces (and how to overcome)
Five most common family business challenges
Globally Most Businesses Are Family Owned
مقالات ذات صلة
مفهوم مركز التكلفة وأهميته وكيفية إدارته بنجاح
هل لديك خلفية عن أكثر فروعك ربحية؟ وهل تعلم أيًا منها بحاجة إلى خطة سريعة لتجنب الخسائر؟ إدارة شبكة مترامية من فروع مؤسستك تحتاج إلى معرفة دقيقة بإيرادات ومصروفات كل…
ما هو تأثير ارتفاع الأسعار على أصحاب المشاريع التجارية 2023 ؟
ارتفاع الأسعار بشكل مبالغ هو حديث الساعة؛ نظرًا لاعتباره أزمة عالمية أثرت بشكل كبير على اقتصاد الدول، فالكل يعاني من هذا الارتفاع سواء بالنسبة للمواد الخام أو المنتجات النهائية، مما…
دراسة جدوى مشروع تصدير الفاكهة وشروط تنفيذه
تعد عملية تصدير الفاكهة من الاستثمارات الهامة والمنتشرة بين دول العالم، لما تتميز به من الطلب المتزايد، بالإضافة إلى توفير عائد أجنبي جيد، مما يساهم في نمو الاقتصاد بشكل عام،…